هل اصبحنا سبب الخلاف بين القوى الكوردية؟ (صباح بلندر)

يبدو أن ممثلوا المكونات أو الاقليات في الساحة السياسية يلعبون اليوم دوراً مهماً ليس في صالح شعوبهم ، فهناك مجموعة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ينتمون الى حزب أو أكثر من الاحزاب التي لا تمت بصلة بأهداف أحزاب امتهم لكون شعاراتهم تختلف عن شعار ومطاليب الشعب المسيحي مجتمعاً ،هذا الشعب الذي تعود ومنذ القدم أن لا يتطاول على أحد ولا يمد يده أو يستولي على أملاك غيره بالقوة كما لا يحب الصراع والاقتتال من أجل الكرسي أو المنصب ولا يهمه من يحكمه لأنه شعب محب للسلام الذي زرعه في قلوبهم سيدنا المسيح له كل المجد … ونرى اليوم بعض المحسوبين على هذه الامة يفضلون مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة ويقومون بتأييد لمن يرشحهم من أحد الحزبين الرئيسيين في الاقليم ويكونون سبب نزاع بين هذين الحزبين كما نراه الآن على الساحة السياسية ، ولو اطلعنا على تاريخ الاخوة كورد منذ امارات بوتان وسوران وبادينان نراه صراع قائم بين الكوردي مع أخيه الكوردي لم ينته وبالاخص المنتمين منهم إلى الاحزاب الكوردية الرئيسية منذ تاسيس أحزابهم وإلى يومنا هذا نجده تأريخ صراع غير مرغوب فيه قبل واثناء نظالهم ضد الدكتاتوريات المتلاحقة ففي بعض الاوقات كان القتال مستمراً بين تلك الاحزاب فتسبب باستشهاد عدد كبير من المناضلين وفقدت العوائل خيرة شبابها ورجالاتها فترملت النساء وأصبح الكثيرون من الأطفال يتامى ومصير البعض منهم مجهول إلى الآن ، وبعد أن اصبحت المنطقه الكورية أمنه ومنفصلة عن المركز(بغدا د) عام 1991 بفضل خط ٣٦ ساد جو من الهدوء وللأسف لم يدم طويلاً وبدء التاريخ يعيد نفسه باقتتال الاخوة واستشهد الكثيرون ، واليوم عن طريق الاقليات يتجدد الصراع وستجدد معه (لا سامح الله) الماسي الماضية بسبب بعض المستفيدين من ابناء الاقليتين ولو كان لهذه الاقليات ادارة مشتركه بعيده عن التبعية لما حصل ما يحصل بين الحزبين ولكن بسبب بعض المستفيدين(كما أسلفنا) من هذا الوضع للحصول على بعض المكاسب المادية بإسم الاقليات أوجدوا ثغرة عميقة بين الحزبين وسيتجدد الصراع من أجله. قطعاً لو سالنا ابناء شعبنا من المستفيد من هذا الوضع ومن هو المسبب فيه لأجابوا الحزبين الكبيرين، إذ ليس لدى الاحزاب المسيحية من يخدم شعبهم والموجودين باسم الاقليات في الحكومه أو البرلمان ليس لديهم دور فاعل للدفاع عن حقوق امتهم وهم بعيدون كل البعد عن مطاليب اخوتهم ، وواجبهم ليس سوى تأييد الجهة الحزبية التي أوصلتهم الى هذا الكرسي، لذا الأقليات فقدوا آمالهم بهكذا ممثلين شكليين وإن كان من المفروض وهم داخل أحزابهم أن يدافعوا عن حقوق أبناء أمتهم ، لا أن يكونوا آداة طيعة بيد من أوصلهم لمنصبٍ ما وجعلوا من حقوق اخوتهم منصة للدفاع عن الحزب الفلاني وهم يرون التجاوز على الحقوق والأملاك في البعض من القرى المسيحية . وعليه ما نريد الوصول اليه الا وهو ترك المسيحيين وخصوصاً الموجودين منهم في الاقليم من اختيار ممثليهم بارادتهم لمن هم أدرى بمعاناة شعبهم (الكلداني السرياني الآشوري)زائدا الأرمن في مناطق عيشهم وأن لا يكونوا منحازين لطرف ضد الاخر ويكون شعارهم مرتبط بواجبهم الا وهو الدفاع عن مصالح ابناء أمتهم بعكس الذين ضحوا بحقوق شعبهم بسبب انتماءهم الى طرف واحد ونسوا شعبهم والقسم الاكبر من هولاء نراه اليوم لم يكن لهم اي دور في الحركة الكوردية ودخلوا السياسة من بابها الضيق مستفيدين من الوضع القائم واصبحوا طرف نزاع بين الحزبين الكورديين ، ومنذ معرفتي بالاقليات وبالأخص المسيحيية منها وجدتهم ينتمون الى حزب معين كعضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الاتحاد الوطني أو الشيوعي أو البعثي ولم يتمكن حزب خاص بهم يحتضنهم وإن وجد على أرض الواقع حزب أو أكثر كحزب بيت نهرين أو ألحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) ونتيجة لمصالح البعض من القيادات ومحاربتها لبعض الاحزاب اصبح دور الكثير منهم ضعيف . مطلوب من الاقليات اختيار أناس مستقلين ليمثلوهم خير تمثيل ودعمهم للوصول الى قبة البرلمان ممن يدافعون باخلاص عن حقوق امتهم وعلى الاحزاب الكوردية تقديم الدعم والعون لهم بعيدا عن تنفيذ قرارات أحزابهم وعدم خلق فراغ بين الاحزاب الكردية على حساب امتنا ولا ننسى ضحايا وشهداء شعب الكردستاني من اجل وصول آلى إقليم هادىء يخدم به جميع المكونات بسلام وأمان صباح بلندر

شاهد أيضاً

لا زلت أعيش ذكريات طفولتي (صباح بلندر)

اقترب اليوم عمري من سن الشيخوخة وأنا دائم التفكير كيف قضيت سنوات من عمري بدءاً …