من المعلوم لدى المختصين في الطب بأن جزء من الدماغ الذي يسمى (القشرة الدماغية) هو الذي يعمل أثناء النوم على إنتاج الأحلام بشتى أنواعها المفرحة أو المحزنة أو أن تكون كـ (أضغاث الأحلام) وهي الأحلام اليومية التي لا تحمل أي معنى وأياً كانت الأحلام فهي إنعكاس لمشاعرنا وأحيانًا قد تكون نتيجة للأفكار التي تراودنا أو تلك الأحداث التي مررنا بها سابقاً، أما المقدرة على تذكر هذه الأحلم وتخيلها وخلق حكايات مختلفة عنها فهي تعكس عمق وعي وتعقيد العقل البشري على السواء … في أكثر الأوقات وكالمعتاد عندما ننهض صباحاً نكون قد نسينا بعضاً أو كلاً من هذه الأحلام رغم شعورنا بأنها كانت تشبه قصص طويلة وعميقة المعنى… أما من ناحية أحلام اليقظة فحدث عنها ولا حرج فهي لذيذة ومفرحة بكل الأوقات لأننا نطلق العنان لخيالنا أن يأخذنا بعيداً عن الواقع الذي نعيشه…، كما هناك أحلام حقيقية عشناها وكبرت معنا حيث كنا صغاراً نذهب إلى المدرسة وكانت تراودنا أحلام جميلة وتطلعات مفرحة من أبرزها أمنياتنا أن نصبح معلمين لأننا نرى في المعلم قدوة حسنة وشخصًا يوجهنا نحو العلم والأخلاق الفاضلة وبكل يسر يساعدنا في فهم العالم من حولنا… أما الوالدين فقد علمونا كيف يجب أن نكون خدومين وكيف يجب أن نسعى دائمًا للعمل بجد وإن احترام الأكبر منا سناً لهو واجب وفريضة ومساعدة من يطلب المساعدة لهي فضيلة ولكن يبدو توقعات بعض الوالدين تتجاوز حدود الواقع بالرغم من ضيق يد الحال وهم يطمحون لرؤية ابناءهم أطباء أو مهندسين أو صيادلة أو محامين ناجحين أو مدرسين أكفاء ، ولكن للأسف الحروب والتورط في السياسة قد تبخر بسببها الكثير من أحلامنا وأظهرت لنا جانبًا من الواقع المؤلم الذي لم نكن نتوقعه حيث علمتنا كيف يمكن أن تتبنى السياسة خلافات لتهدم جسور الوحدة والألفة الطيبة وبدأنا نجد أنفسنا وفي الكثير من الأحايين أحلاماً ونحن في مواقف مختلفة مع أبناء جلدتنا ونبتعد ممن لا ينتمي الى حزبنا وفي بعض الأوقات نكون قاسين مع من يخالف رأينا وكأن الأحلام هي ملكٌ لنا وليس للآخرين أن يحلموا بها ولكن أقولها وبكل أسف لهي أحلام تعسفية لا يمكننا أن نتخلص منها بسهولة كمثل الإنسان الذي لا يستطيع السباحة بعيداً عن الشاطئ بسهولة بسبب التحديات المتعددة التي تصادفه بسبب الأمواج التي لا ترحم . “ينبغي علينا أن نحرص على تحقيق بعضاً من أحلامنا فإن لم نعمل عليها بجد، قد ينمو بعضها بشكل غير صحي أو غير مرغوب فيه. لذا، يجب أن نتعامل مع الآخرين بالاحترام والمحبة، لأن الاحترام والمحبة هما أساس الحياة. كنت وأنا طفل صغير وعلى ما أتذكر ألعب مع أصدقائي وأقاربي في المحلة، ونحلم معاً بمستقبلنا،فالبعض من زملائي تحقق حلمهم وأصبحوا معلمين كفوئين، والبعض الآخر تخصص في الزراعة، بينما أنا اخترت السياسة ونتجه التحقت بصوف ثوره الكردية وفي سنه ١٩٧٥ كان عفو عام رقم ٥٢ بعد انهاء الثوره عدت لاكمال الدراسة بعد كل المشقة أكملتها مع الأسف لم نتمتع بسبب متابعة الآمن والخونه الذين خانوا اخى واهلي فكان على احزاب الكردية يقدس هذه العائله المسيحية التى ضحت باطفالها وبناتها في سن رشد وأطفال حديث الولاده مع الاسف اصبحنا جزء من صراعاتهم ….الحياة هي حلمٌ جميل قد يكون تحديًا، لكن من المهم أن نحتفظ بأحلامنا ونسعى لتحقيقها بجدية واصرار وإن صادفتنا حوادث وعواقب التي ألمت بنا جميعاً إلاَّ أنها كانت درساً لنا وإن كانت تشبه حلماً مزعجاً أما الأحلام التي عشناها مع الفتن والحروب وأزهقت من الأرواح البريئه الكثير فهي الأخرى محزنة والمستفيدون الوحيدون هم مجموعة من القادة الذين لم يشعروا بأحلام المواطن المسكين الذي قاتل بالنيابة عنهم وساندهم في الفوز ودعمهم للوصول الى كرسي الحكم …لذا السياسة في العالم الثالث هى نوع من أنواع الأحلام المفرحة للبعض أما الكثيرين منهم أحلامهم تكون مزعجة تتبخر فيها أمالهم وتمنياتهم . بقلم صباح بلندر
شاهد أيضاً
الأمية وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي
(الأمية) ظاهرة من ظواهر التخلف الاجتماعي؛ ومشكلة انتشارها في أي مجتمع تعتبر مشكلة مزمنة وشائكة …