الهجمة الصاروخية على أربيل ،  قراءة في  المواقف المتباينة لبعض المسؤولين  العراقيين (بطرس نباتي)

الهجمة  الإيرانية بالصواريخ البالستية طويلة المدى على  أربيل  اثارت  في  الاشخاص الذين يقودون الحكم في العراق نوعين متباينين من المواقف المختلفة ، القسم  الاول اناس وطنيون  يحبون  الخير لأربيل كما لأية   مدينة اخرى في العراق  ، فمن قام منهم بالإدانة. او نصح الحكومة بتدويل  قضية الاعتداء على السيادة الوطنية  ،  نتيجة هذه الضربة لكونها موجهة ضد السيادة العراقية اولا  وهي خرق  لاتفاقات الدولية  ، و من هولاء ايضا النوع الثاني هولاء لا يتوانون من ارسال  طائرات مسيرة  لإخافة الرضع. مثلا  إلى أربيل حصرا ، دفاعا عن طهران ،   باعتبار ان طهران اقرب الأقرباء اليهم من مدينة أربيل  ،  هولاء صدقوا الرواية الإيرانية  الرسمية بادعائها ان  الدار المنكوبة  لعائلة  الشهيد   بيشرَو دزيي  ما هي إلا مقراًللموساد الاسرائيلي ، واخذوا يلومون اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء والتي زارت الموقع ووجدت  فيها سجاجيد الصلاة وكتب القران الكريم وأثاث شخصية ، وبعض الأضرحة  لطفلة صغيرة  ووالدها الشهيد  ، يبدوا ان العقول التي تؤمن  بالرواية الإيرانية آمنت ايضا. بان الدعوة الإسلامية وصلت إلى الموساد الاسرائيلي في أربيل وان هذا الموساد اصبح يصوم ويصلي على سجادة الصلاة  ويقرأ القران  ، وان الطفلة الشهيدة والبريئة التي اغتلتها ايران ما هي إلا ملاك سماوي . كان ينقل  الرسائل إلى  الكيان الصهيوني فعليهم اغتياله بصاروخ بالستي بعيد المدى  ( فرط صوتي )   كما يدعونه ، اي تفوق سرعته سرعة الصوت ، من نوع ( فتاح )  ايا لبؤس هذه العقول النتنة  ، يذكرني هذا الموقف من هذه الضربة ، بلقاء متلفز  جرى في بداية 2023  عندما سأل المذيع  احد هولاء المتنفذين اليوم بالحكم العراقي من ما يسمون أنفسهم ولائيون  ،  ( اصحاب الدرونات  الإيرانية ) سؤالا  جاء فيه :
إذا حدثت حرب بين العراق وايران   الان  ؟ وفي ظل الحكم الشيعي وانت عراقي وشيعي  ومسؤول في الحكم. ، في اية جبهة ستحارب ؟  ، اجاب الرجل بدون  اي تردد  طبعا ساقاتل  بجانب ايران ضد العراق ، سأله المذيع مرة اخرى قائلا يا رجل العراق وطنك كيف تحاربه  وتقف مع دولة تحارب وطنك ، الرجل هذا برر بما يلي : العراق صح فيها حكم شيعي ولكن ايران فيها حكم لولاية الفقيه ويجب على جميع الشيعة  ان يقفوا مع ايران سواء  كانت معتدية او معتدى عليها ،  بمثل هذه العقول التي تقود البلد نحو الخراب والدمار ، إذا كانت إربيل موطنا للموساد  فماذا عن السفارات والبعثات الصهيونية في البلدان العربية  وفي إيران نفسها لماذا إيران مثلا لا تقصف كل الخليج ؟ لماذا لا تقصف القاهرة مثلا او عمان او  انقرة التي فيها اكبر سفارة تحرسها  دبابات تركية ،  لو كان لصاروخهم فتاح كل هذا المدى ليصل من كرمنشاه إلى أربيل. ، فلماذا لا يقصفون تل ابيب

او القواعد الامريكية في الخليج ،   والسؤال الاخر ، هل الموساد الاسرائيلي بحاجة إلى دار سكنية كي يؤجرها ويجلس مع العوائل إلا  يستطيع الموساد مثلا  ان يتخذ  من  قمر صناعي  مسكنا له فوق طهران مثلا او في اية قرية او مدينة إيرانية  ، الامر الاخر الذي يشغل تفكيرنا لو اصبحت أربيل او اية مدينة اخرى ( لا سمح الله ) مقرا للموساد ، هل ان الموساد يعجز ان ينتشر  عندها في البصرة  او في بغداد مثلا ، اتصور في المرة القادمة  ستوجه ايران صواريخها نحو  بساتين بعقوبة وديالى  ولربما ستحرر وستدمر  الكيان الصهيوني  بتدميرها نخيل البصرة  مثلا او ميناء شط العرب  .
في أربيل  هناك قنصل لدولة فلسطين   في اقليم كوردستان  إضافة إلى وجود سفير فوق العادة في العاصمة بغداد  والسيد القنصل  دبلوماسي ناجح ومحترم من قبل الجميع  وهو الاستاذ نظمي حزوري ، تحياتنا له   ، هو وجميع افراد قنصليته  لهم حرية التحرك  في كل انحاء الاقليم وهو يشارك في جميع مناسباتنا الثقافية  وله علاقات صداقة مع العديدين من ابناء الاقليم وهو صديق شخصي للعديد منا    ، وهو دائم الإشادة  بأربيل والسادة المسؤولين في الاقليم من رئيس الاقليم ورئيس الوزراء  والوزراء وغيرهم ، ولم يذكر  اي من هذه الاتهامات التي توجهها ايران إلى الإقليم ،  من خلال متابعتنا  لرواية علاقة الاقليم ،  بالموساد ، يتم  الاستشهاد بكتاب

 ( مصطفى البارزاني ، اسطورة و الحقيقة  ) الذي ألفه المقبور فاضل البراك   لتشويه صورة الحركة الكوردستانية بقيادة الزعيم  البارزاني الخالد   ، فأكثرية المؤمنون بنظرية المؤامرة  والموساد يذكرون التفاصيل المستمدة من هذا الكتاب بدون الاشارة اليه ،   وهل ان المقاومة الشيعية المتمثلة بحزب الدعوى الاسلامي ؟ كانوا ابان نظام صدام بمنأى من هذه الاتهامات  ، ام ان هولاء قد نسوا ما كانوا يوصمون به من عمالة وغيرها من قبل الاجهزة الصدامية حالهم حال الثورة الكوردستانية   ، اتقوا الله ببلدكم وشعبكم وكونوا صفا واحدا  عندما تتعرض اية مدينة في العراق سواء كانت أربيل او ديالى او رمادي او بصرة انها مدن شعبنا العراقي  ويجب الدفاع عنها   .
 وما يؤلمنا حقا  نحن مواطنو   الاقليم   وجود حالة الانقسام الشديد بين الاحزاب  الكوردية وهذا الانقسام للأسف انعكس على احزاب شعبنا ايضا  ، وما يقتضيه الوضع او المشهد السياسي من  النزاعات   والصراع التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط  يقتضي ان تبادر الاحزاب  السياسية وخاصة  الحزب الديموقراطيح الكوردستاني واتحاد الوطني الكوردستاني إلى طي كل الصفحات الخلافية بينهم   والعمل بجدية من اجل  الالتقاء على مستوى القيادات السياسية  ، فليس من المعقول ان  تتحدث قيادات هذه الاحزاب مع الاغراب واستقبال  الشخصيات الاجنبية  بالأحضان  بينما   تمتنع من اللقاء الاخوة ابناء  قومية واحدة  ، من الضروري اليوم  وما نمر به من احداث  العمل من اجل  فتح باب الحوار الجدي مع القوى والأحزاب الاخرى في الاقليم بغية تقوية الجبهة الداخلية ، وتوحيد خطابهم السياسي ومواقفهم التي يجب ان تنصب لخدمة  المجتمع والابتعاد عن  الولاءات الإقليمية  التي لا تجدي نفعا ، هذا  التقارب  والوحدة بين  الفصائل الكوردية لو تم  لهو  خير رد على  ما يتعرض له الاقليم من هجمات  ،   المهم هنا بذل الجهود من اجل تقديم الخدمات ،  والكف عن الركض و السعي وراء المغانم الشخصية والإثراء الفاحش على حساب الطبقات الكادحة والمسحوقة من الشعب .     

شاهد أيضاً

لا زلت أعيش ذكريات طفولتي (صباح بلندر)

اقترب اليوم عمري من سن الشيخوخة وأنا دائم التفكير كيف قضيت سنوات من عمري بدءاً …