حلم في نوم العميق
منذ أن كنت طفلاً، ترافقني الأحلام. كل صباح، أستيقظ وأنا أسرد حكاية تختلف عن سابقاتها؛ بعضها مخيف يجعل جسدي يرتعش من الخوف، وأحياناً أخرى مفرح حيث أرى نفسي وأصدقائي نلعب بين أزقة عنكاوا الضيقة، المليئة بقصص وحكايات أجدادنا العظام. ذات يوم، استيقظت صباحاً اين اخي قالوا التحق بالمناضلين الذين كانوا يقرعون جرس الخلاص من الدكتاتور. توقعت أنه سيجلب حمامة السلام للشعب ليعيش بسلام وأمان. لكن للأسف، خانه رفيقه وسلم جثته الطاهرة إلى النظام مقابل حفنة دنانير. ولم يكتف بذلك، بل زوّد الأمن بمعلومات كاذبة ضد عائلتي، هذه هى نتيجة الخيانة..مما تسبب في إعدامهم.” وفي يوم آخر، استيقظت صباحاً وأنا أصرخ بصوت عالٍ: “لا، لا، أيها المجرمون وخونة الشعب وعديمو الضمير!” فوجدت والدي أمام أمن صدام، مربوط اليدين، وحوله أخواتي ووالدتي وزوجة أخي، وعلى صدرها طفلة صغيرة. صرخ والدي قائلاً: “اقتلوني أنا أولاً، لا أريد أن أرى أمامي تقتلون بناتي وأحفادي وزوجتي وعروستي المدللة . لا أريد أن أرى هذا المنظر.” لكن الجزار المجرم بدأ بأولاده أولاً، وأمام عينيه ومن ثم زوجته، وقال للجزار: “هل هناك أكثر منكم مجرماً في العالم؟ وهل هناك مثلكم فاقد للضمير؟” وكان يصرخ وعيناه مليئتان بالدموع. ثم جاؤوا بزوجة أخي وسحبوا الطفلة من صدرها. صرخت: “يا ناس، يا قتلة، اربطوا الطفلة على صدري وأطلقوا الرصاص، أيها البعث المجرم! هنا تستفيدون، لأن طلقة واحدة تخترق جسدي وجسد طفلتي.” ولكن المجرمين، كعادتهم، كانوا بلا رحمة. تم رمي الطفلة أمام عين أمها، وبعد بضع دقائق تم رميها أيضاً. وأخيراً صاح والدي مبتهلاً إلى الرب أن ينتقم من هؤلاء المجرمين. وفعلاً، جاءت أمريكا المحتلة من وراء البحار وقتلتهم. هذا هو قصاص ربي على المحرمين. بقلم: صباح پلندر