كنيسة العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك في لبنان: ملاذ لأكثر من 100 عائلة عراقية مهجرة

حوار موقع عمكاباد الاعلامي مع الأب كريم كلش
كاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجرين العراقيين في لبنان

  • كم يبلغ عدد العوائل العراقية المهجرة التي ترعاها كنيسة العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك؟


تحتضن كنيسة العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك في لبنان ما يقارب 100 عائلة عراقية مهجرة. تتوزع هذه العوائل في مناطق عدة، مع وجود معظمها في الأماكن المجاورة للكنيسة، كمنطقة سدّ البوشرية، الجديدة، السبتية، حي السريان (الإشوريين)، والدكوانة، ما يسهل وصولها إلى مركز الإرسالية والمشاركة في النشاطات الروحية والرعوية.

  • ما هي الخدمات الرعوية والاجتماعية التي تقدمها الكنيسة للعوائل المهجرة؟


تلتزم الكنيسة بتقديم خدمات رعوية متكاملة لعوائلها، حيث يُقام قداس أسبوعي كل يوم أحد في الساعة العاشرة والنصف صباحاً في كنيسة العائلة المقدسة بسدّ البوشرية. كما تُحيي الكنيسة المناسبات الدينية والأعياد عبر تنظيم قداديس في كنائس أخرى، منها بطريركية السريان الكاثوليك في بيروت، بحضور غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي. ويشمل نشاط الكنيسة خدمة المؤمنين وإحياء الشعائر في مناطق عدة، ليتسنّى للجميع المشاركة في الاحتفالات الدينية، لا سيما في الأعياد الكبرى مثل عيد الشعانين، أسبوع الآلام، وعيد القيامة المجيدة، حيث تتخلل الاحتفالات تطوافات في المناطق المجاورة، تحيي في الذاكرة أجواء الاحتفالات العراقية الأصيلة.

وفي إطار اهتمامها بالأبعاد الروحية، تُقام قداديس متنوعة في مقر البطريركية، دير الشرفة، دير الراهبات الأفراميات في حريصا، ودير الرهبان الأفراميين في الشبانية. وتحرص الكنيسة أيضاً على الاحتفال بأعياد القديسين، مثل عيد القديس مار جرجس في كنيسة مار جرجس ببيروت، وعيد القديس مار يوسف في كنيسة مار يوسف طرابلس.

كما تساهم الكنيسة في تقديم أنشطة ترفيهية ورحلات حج ودورات روحانية، لتعزيز الروح الجماعية والتماسك بين العوائل المهجرة. وكان للكنيسة برنامج خاص للشبيبة، ضمّ ما يقارب 300 طفل من مختلف الكنائس الشقيقة، إلا أن هذا البرنامج توقف مؤقتاً بسبب الأوضاع الراهنة في لبنان.

وتلبي الكنيسة احتياجات العوائل العراقية في المجال الاجتماعي عبر توزيع حصص غذائية فصلية، وتقديم حصص دوائية شهرية للمصابين بأمراض مزمنة. وتهتم كذلك بالعوائل ذات الوضع المادي المتعثر، من خلال تبنّيهم أو تقديم مساعدات مالية شهرية توفر لهم مستوىً معيشياً كريماً.

  • كيف تُقيّم الكنيسة أوضاع العوائل المهجرة في ظل الظروف الراهنة؟


تشهد لبنان تحديات أمنية واقتصادية متفاقمة، خاصةً في ظل النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، مما أثر بعمق على حياة العوائل، خصوصاً المقيمة في مناطق قريبة من جنوب البلاد، أو مناطق كالأوزاعي، الضاحية الجنوبية، الحدت، عين الرمانة والجناح، حيث تتناسب تكاليف السكن المنخفضة مع قدراتهم المادية المحدودة.

وتزداد حدة الأوضاع سوءاً مع تواصل القصف الذي يسمع صداه في العديد من المناطق، مؤثراً على حياتهم اليومية، ويزيد من شعور الأطفال بالخوف والقلق. ورغم أن الكنيسة تدعو أبناءها للتمسك بجذورهم وأرضهم وعدم الهجرة، إلا أنها تتفهم رغبة البعض في البحث عن الأمان، إذ احتضنت كنيسة سدّ البوشرية اجتماعاً لمسيحيي العراق المهجرين، ليعبروا عن تطلعاتهم ويطالبوا المنظمات الدولية بضرورة تحسين أوضاعهم.

لكن برغم المصاعب، لا يزال أبناء الرعية يشاركون بانتظام في النشاطات الكنسية، ويزدادون ارتباطاً بكنيستهم التي تمثل لهم ملاذاً آمناً ومصدراً للقوة والتماسك.

  • من يتولى رعاية شؤون العوائل المهجرة ومن يدعم هذه الإرسالية؟


يخدم هذه الإرسالية الأب كريم كلش، الذي يعمل بجد لخدمة العوائل العراقية السريانية الكاثوليكية، وجميع المسيحيين العراقيين في لبنان، بما يتوفر من مساعدات ودعم. وتلقى الكنيسة مساندة سخية من البطريركية السريانية الكاثوليكية، بقيادة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، إضافة إلى دعم منظمات إنسانية، من بينها البعثة البابوية في لبنان، والأوفودوريان، فضلاً عن تبرعات أبناء الجالية العراقية في بلاد الاغتراب.

ختاماً، نسأل الله أن يُفيض بركاته ويحفظ جميع المهجرين

شاهد أيضاً

الكاردينال ساكو يوجه رسالة الى ضمير قادة العالم

من المؤسف ان يُعاني الشرق الأوسط من ويل الصراعات والحروب، كما نشاهد في فلسطين ولبنان …