تمر اليوم الذكرى 27 لتأسيس جمعية الثقافة الكلدانية التي كانت أول جمعية ثقافية كلدانية في العراق وأقليم كوردستان حيث بدأت الفكرة من مجموعة شباب عنكاوا بضرورة تأسيس تجمع أو مركز ثقافي يعتني بالثقافة والوعي الكلداني بعد أن همشت من قبل الكثير من التنظيمات الأشورية التي أرادت فرض التسمية الأشورية على الكلدان في الأقليم بعد أنتفاضة أذار عام 1991 وتحرير مدن كوردستان حيث يعيش معظم الكلدان في محافظة دهوك وأربيل وخصوصا بلدة عنكاوا الكلدانية .
بدأت فكرة التأسيس منذ عام 1996 وأستمرت المحاولات حيث كان هناك صراع وإقتتال داخلي في الإقليم بين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وبعد نجاح المفاوضات في بداية عام 1998 أختزلت الأفكار وتطورت وعقدت عدة إجتماعات وتجمعات في بعض البيوت الى أن أختمرت الفكرة في بداية شهر أيلول من نفس العام وتم التوصية من قبل الشخصية الكلدانية المعروفة يوسف حنا يوسف المعروف ب(أبو حكمت) حيث كان يشغل وزير الزراعة في حكومة الإقليم برئاسة نيجيرفان بارزاني و تم طرح الفكرة في مجلس الوزراء وتمت التوصية بتأسيس الجمعية الكلدانية في إجتماع يوم 25 /10 / 1998 وأبدى أبو حكمت عن دعمه للمشروع فشكلنا أنا كاتب المقال مع عيسى عسكر وتم الإتصال وعقد الإجتماع الأول في بيت المربي الفاضل حبيب توما بحضور المرحوم الياس هرمز وعدد أخر من الشباب والمثقفين من عنكاوا وشقلاوة وبعد عدة إجتماعات متتالية تم الإتفاق على تأسيس جمعية الثقافة الكلدانية في إجتماع موسع عقد في بناية المكتبة العامة القديمة بحضور 29 شخص وتم تقديم الطلب الى محافظة أربيل في لقاء خاص مع المرحوم الشهيد فرنسو حريري محافظ أربيل حيث أبدى عن دعمع للمشروع بكتاب الى وزارة الداخلية في حكومة أقليم كوردستان بالرغم من بعض الملاحظات حول قضية التسمية وبعد إجرءات عديدة من قبل وزارة الداخلية ومديرية الأسايش العامة تم منح الإجازة الرسمية لجمعية الثقافة الكلدانية يوم 1/12/1999 بتوقيع فاضل ميراني وزير الداخلية آنذاك.
بعدها تشكلت الهيئة التأسيسة الأولى برئاسة شابو عودة والياس هرمز نائبا للرئيس ونوزاد بولص الحكيم سكرتير أول هيئة تأسيسية التي ضمت السادة :
(حبيب توما ، بولص شمعون ، عيسى عسكر ، سمير خوراني ، أفرام أيليا ، دلاور مرقس)
وبعد نيل الإجازة والإنتخابات أتصلت الهيئة الإدارية الأولى بعدد من المسؤلين والأحزاب والجمعيات في أربيل ، بعدها عقد إجتماع خاص مع نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان في مكتبه بمصيف صلاح الدين وأبدى عن دعمه ومساعدته للجمعية الكلدانية وتم تخصيص بناية الأمن القديمة في عنكاوا الى الجمعية الكلدانية التي أصبحت أول صرح ثقافي قومي كلداني في العراق وإقليم كوردستان وحضر اللقاء مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرقان بارزاني كل من
(شابو عودة ، بولص شمعون ، الياس هرمز ،عيسى عسكر، نوزاد بولص)
وبعدها إستمرت الهيئة الإدارية في تقديم الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية وعقد الندوات والمواسم الثقافية وتشكلت بعدها عدة هيئات إدارية أخرى برئاسة بولص شمعون منذ 2001 لحد 2012 وتم بناء الصرح الحضاري للجمعية وأصدرت مجلة رديا كلدايا التي كان يرأس تحريرها الزميل سمير خوراني وجمال شمعون وكوثر نجيب لسنيين عديدة وأستمرت المسيرة الثقافية والوعي القومي الكلداني في الجمعية التي أخذت مسارا أخر بعد إستلام الهيئة الأدارية الأخيرة منذ عام 2012 ولحد اليوم حيث تعاني الجمعية من تدخلات حزبية ولم تجرى الإنتخابات ولم يعقد لحد الأن اي إجتماع للهيئة العامة بسب هذه التناحرات والتدخلات في شؤون الجمعية من قبل أحزاب وشخصيات في الأقليم وخصوصا تداخلات غير مفهومة من قيادات مختلفة لاتريد الخير لمسيرة الجمعية الكلدانية في عنكاوا بعد أن كان لها الدور الريادي في الوعي القومي الكلداني وساهمت في تطوير الحركة الثقافية في محافظة أربيل .
وفي الختام بعد هذا السرد التأريخي نقول من هو السبب في تأجيل إنتخابات جمعية الثقافة الكلدانية؟ ومن هو المسؤول الأول في تجميد حركة ونشاطات الجمعية؟ هل تتحملها الهيئة الإدارية الحالية التي لم تقدم أي طرح أو فكرة أو حل يرضي أعضاء الهيئة العامة التي أصبحت لامعنى لها، كل عام يمر والجمعية الكلدانية تتناحر في مكانها بسبب عدم إجراء الإنتخابات وعلى وزارة الداخلية في الإقليم ومحافظة أربيل أخذ القرار المناسب في آلية العمل والإسراع بعقد إجتماع الهيئة العامة وإنتخاب هيئة إدارية جديدة تلبي رغبات أعضائها، وكفانا من التدخل المباشر والغير المباشر عن طريق أشخاص قياديين وغيرهم اللذين لايريدون التقدم للجمعية ولمشاعر الكلدان في الإقليم ، إنها رسالة الى المسؤولين الحكوميين في الأقليم والجهات المعنية بضرورة الإسراع في حل هذه المشكلة العالقة التي أستمرت لأكثر من 14 عاما‘ أي قانون يقبل بهذا التجاوز على مؤسسات شعبنا الكلداني وإفراغ مؤسساته الشرعية؟ .
دعوة موجهة الى رئاسة حكومة الأقليم و وزارة الداخلية ومحافظة أربيل لعلاج موضوع جمعية الثقافة الكلدانية أو تكليف لجنة خاصة من الهيئة العامة لحل الموضوع لأن الهيئة الإدارية الحالية ليست لها شرعية قانونية‘ ولماذا هذا الإجحاف بحق أول وأكبر مؤسسة كلدانية في إقليم كوردستان التى تواجه الأهمال المتعمد وتهميش دور شعبنا ومؤسساته وتنظيماته القومية .
واللبيب تكفيه الإشارة …. يدا بيد من أجل الحفاظ على الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكلداني في العراق وإقليم كوردستان بموجب المادة 125 من الدستور العراقي وقانون رقم 5 لحماية حقوق المكونات في أقليم كوردستان.
الصحفي والإعلامي الكلداني
نوزاد بولص حنا الحكيم
عضو الهيئة التأسيسية لجمعية الثقافة الكلدانية
عنكاوا
ورئيس مؤسسة سورايا للثقافة والإعلام
عمكاباد عنكاوا.. عمكاباد