بيان حول فاجعة عرس بغديدا الحبيبة
اليوم المصادف 26/ 9 تمر علينا الذكرى الاولى لفاجعة عرس بغديدا الجريحة. حيث ذهب ضحية حادث مفتعل المئات من الموتى ومحروقين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. فلا زال قلوب الامهات تحترق شوقاً لفلذات أكبادهم، من الذين قضوا نحبهم في عرس كان يراد به أن يكون أفراحاً ليتحول الى مآسي و مأتم لا يوصفان و المجرمين مجهولين و لا نتائج تحقيقية حقيقة معلنة !. أناس أبرياء دفعوا الثمن حياتهم لاناس جبلوا على الإجرام والاحقاد. لتضاف فاجعة بغديدا إلى سلسلة فواجع اخرى لحقت بشعبنا منذ اكثر من قرن يمارس بحقه هذا الإجرام الذي يندى له جبين الانسانية.. كل هذه التضحيات دفعها ويدفعها شعب مسالم ومؤمن بالسلام وقوة القانون واسس الدولة العصرية التي تحمي مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والمذهبية. لكن ما هو مؤسف و محزن ان رعاة بلاد ما بين النهرين (العراق من اقصاه إلى أقصاه) لا يتخذون من هذه المفاهيم العالية سوى شعارات رنانة لا تتجاوز حدود شعارات و كلمات ليس إلا يستخدمونها للحصول على المزيد من غنائم على حساب حقوق شعبنا الحقة!. النتيجة كانت ان شعبنا دفع كل هذه الاثمان الغالية وهو صاحب الارض والحضارة والعطاء بكل اشكاله في بيث نهرين (العراق). بهذه المناسبة الاليمة نحن في حزب اتحاد بيث نهرين الوطني المناضل نطالب شعبنا بجميع مؤسساته الحزبية الثقافية والدينية إلى اخذ العبر والتعامل مع الواقع بواقعية وعقلانية ويعي بانه هنالك من يكذب عليه ويجامله الى حد ما، لكي يطمأن ويصدق وعود فارغة تطلق من هذه الجهة او تلك من سياسيين ودعاة شعارات العيش المشترك والتعايش السلمي وغيرها، ينتهزوا اقرب فرصة و ينفذوا افكارهم المسمومة و الحقودة تجاه هذا الشعب الصادق و العريق و صاحب فكر نير. لينقضوا عليه ويقتلوا منه قدر المستطاع واخرها وليس اخيرها (عرس بغديدا). لذا اصبح من الضروري مطالبة تحويل سهل نينوى إلى منطقة نوع من الأنواع الادارة الذاتية و يدير نفسه بنفسه ضمن العراق الفيدرالي الديمقراطي التعددي مطلب شعبي و مؤسساتي عام كمطلب دستوري، عوضاً عن التفكير بخلق لنفسه رعاة و أوصياء يديرونه و يدعون حمايته و هو من علم البشرية الادارة وله شرف الدفاع عن الارض و الذات و التاريخ شاهد على ذلك !. هنا نؤكد بأن استذكار هذه الفاجعة يجب ان تكون بمثابة قرع جرس الخطر القصوى تحت آذانه ليفيق من اوهام وعود اطراف خارج اصحاب القضية الحقيقية و اصحاب وعود و اوهام يسوقونها على شعبنا لتكون النهاية لا يحصد من تلك الوعود غير المهانة و التهجير و الاستلاء على مناطقه و بيوتهم و قراهم التاريخية و تزوير التاريخ و قتل شعبنا بأساليب مختلفة و سلب مكتسباته و حقوقه و خصوصيته و ارادته الحرة.
السلام لتلك الأرواح ألتي زهقت في فاجعة عرس بغديدا، و لنجعل منها مشاعل تنير درب شعب صدق وعود الآخرين لانه تربى على الصدق و ينال حريته و ادارة ذاته بنفسه عوضاً عن الاتكال على مجاميع تسوق نفسها عليه على انها المدافعة عنه و هي تاريخياً بنت جميع مكتسباتها على أكتافه و تضحياته و من ثم تحمله المنية !
حزب اتحاد بيث نهرين الوطني
المكتب السياسي
26/أيلول/2024