
لمناسبة الذكرى الـ(49) لتأسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي، أصدر المكتب السياسي للحزب بياناً بالمناسبة فيما يلي نصه:
في الاول من تشرين الثاني من كل عام يحتفي جماهير حزبنا وابناء شعبنا في الوطن والمهجر، بذكرى تأسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي، الذي يعتبر اول حزب سياسي منظم انطلق على الساحة القومية والسياسية، من رحم المعاناة والماسي التي كان يعاني منها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على يد حكام الوطن الشوفينيين والعنصريين الرافضين لكل الاصوات الحرة المطالبة بالديمقراطية والتعددية وحقوق القوميات المتعايشة معا في الوطن وخاصة شعبنا الاصيل المتجذر منذ الاف السنين في ارض النهرين.
انخرط حزبنا بداية نيسان 1981 كاول فصيل قومي سياسي في الكفاح المسلح وشارك جنبا الى جنب المعارضة العراقية والكردستانية، انطلاقا من دول الجوار والمناطق الحدودية المحررة للمشاركة في النضال السياسي والعسكري من اجل تغيير النظام القائم على القتل والتدمير والتهجير.
تم الاعلان عن تاسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي من خلال بيانه التاسيسي الاول من قبل مجموعة من ابناء شعبنا المسلحين بافكار قومية ووطنية، يوم الاول من تشرين الثاني 1976 بهدف المطالبة بحقوق شعبنا والدفاع عن قضيته القومية المشروعة العادلة، ردا على السياسات الاقصائية والعدوانية التي مورست بحقه من خلال الغاء هويته القومية وصهرها في بودقة القومية العربية وتشويه تاريخه النضالي وطمس تراثه وحضارته العريقة وتهميش دوره كمكون قومي اصيل في الوطن، حيث تعرض شعبنا نتيجة لهذه السياسات الخاطئة الى العديد من المذابح والابادات الجماعية، منها مذبحة سميل عام 1933ومذبحة صوريا في العام 1969 وفاجعة كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 ، والاكثر دموية بعد غزو داعش الارهابي لمناطق شعبنا في مدينة الموصل وسهل نينوى في حزيران 2014 واحتلالها وتدمير بنيتها التحتية وقتل وخطف المئات من النساء والاطفال والشيوخ العزل. لذلك ومن اجل تحرير مناطقنا التاريخية في سهل نينوى وحمايتها في المستقبل قام الحزب بتشكيل ( قوات سهل نينوى NPF- ) وتموضعت في قاطع (تللسقف – بغديدا ) وكان لها دورا عسكريا مشرفا في الدفاع عن قرى وبلدات سهل نينوى وخوض اشرس المعارك والهجمات جنبا الى جنب قوات البشمركة والقوات العراقية المشاركة في تحريرمناطق شعبنا من براثن الارهابيين.
واليوم، بعد مرور 49 عاماً من النضال المتواصل، رغم التحديات والصعوبات والتضحيات في مختلف المراحل، الا ان حزبنا ثابت في مواقفه القومية والوطنية الذي من اجله تأسس وفي مقدمتها الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التأريخية، وصيانة هويتنا القومية الموحدة، والحفاظ على انجازات ومكتسبات شعبنا وتعزيز مكانته كمكون قومي اصيل في جميع المحطات السياسية في العراق الجديد.
يا ابناء شعبنا الغيارى..
بهذه المناسبة العطرة، علينا الوقوف عند العديد من المحطات القومية والوطنية في خضم الاحداث والمتغيرات والازمات المختلفة التي تعصف بالعالم والمنطقة والوطن، وتداعياتها السلبية على المشهد السياسي المتأزم والغير المستقر، وخصوصا وانه مقبل على انتخابات برلمانية مصيرية تحدد نتائجها ملامح المرحلة السياسية القادمة في العراق.
فعلى الجانب الوطني، نرى بأن العراق يمر بأصعب مراحله، وانه يواجه تحديات كبيرة نتيجة الضغوطات الخارجية والداخلية على السلطة السياسية الحاكمة في البلاد، وامام مرحلة حساسة وحرجة، يتطلب من الجميع العمل بروح وطنية مخلصة بعيداً عن الاجندات التي لا تخدم مصلحة الوطن والمواطنين، والتوجه نحو بناء دولة المواطنة بعيدا عن المحاصصة الحزبية والطائفية والمذهبية و واستئصال الفساد المستشري في مؤسساتها الرسمية وتبذير موارد وخيرات العراق في صراعات طائفية لا تجلب سوى الدمار والخراب.
اما فيما يخص الاقليم، فبعد اكثر من ثلاثة عقود من المطالبات بحل ملف التجاوزات القديمة الجديدة الحاصلة والمستمرة على قرى واملاك شعبنا في الاقليم الا ان الجهات المعنية وبالرغم من تشريع عدة قوانين وقرارات برلمانية خاصة بها، لم تنفذها لحد الان. وكذلك التحديات التي تواجه العملية السياسية بعد تعذر تشكيل الحكومة الجديدة بالرغم من مرورعام على اجراء الانتخابات البرلمانية، بسبب الخلافات والصراعات السياسية والحزبية، عليه ندعو الجهات المعنية وخصوصا الحزبين الحاكمين الجلوس على طاولة الحوار البناء وتشكيل حكومة جديدة تضمن الشراكة الحقيقية لشعبنا في الاقليم والالتفات الى تحسين الوضع المعيشي للمواطنين ، وحل الخلافات العالقة مع الحكومة المركزية وفق الدستور، وعدم زج قوت الشعب في الخلافات السياسية.
اما اوضاع البيت القومي لشعبنا، فأنه يمر باصعب واحرج مراحله حيث يواجه تحديات جمة نتيجة عدم التفاهم السياسي بين احزابنا القومية، والتشرذم القائم بعد فقدان الثقة بينهما نتيجة الانفرادية والتوجه نحو تحقيق مكاسب حزبية ضيقة، وهذا المشهد تجلت ملامحه في مرحلة الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في الحادي عشر من الشهر الجاري وعزوف اغلبية الاطراف القومية لشعبنا عن المشاركة فيها عدا مشاركة خجولة من بعض احزابنا حيث تم اقصاء بعض منها من السباق الانتخابي في منتصف الطريق دون ايفاءهم بوعودهم لحلفائهم بمقاطعة هذه الانتخابات لعدم زوال اسباب المقاطعة، منها عدم تعديل القانون الانتخابي الجائر الذي تم صياغته تماشيا مع مصالح الكتل الكبيرة في عدم حصر الكوتا بالمكون نفسه وسلب ارادة شعبنا الحرة في اختيار ممثليه الحقيقيين، كذلك محاولة اطراف من خارج بيتنا القومي بالتدخل في امور شعبنا القومية لتوسيع فجوة التباعد بل شق الصفوف والتحالفات القائمة وبالتالي لاضعاف القضية المركزية لشعبنا، لذلك وبهذه المناسبة العظيمة نطالب احزاب ومؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر، ادراك خطورة المرحلة والعمل معا بروح قومية خالصة ومسؤولة بعيدة عن المصالح الحزبية الضيقة، بالالتفاف حول العمل القومي المشترك الحقيقي المتواصل بين احزابنا القومية، الضامن الوحيد بتحقيق حقوق ومستقبل شعبنا على ارض الوطن.
كما ونبارك للصحفيين والادباء والكتاب والمؤسسات الاعلامية لشعبنا في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى ال 176 لصحافتنا القومية التي سبقت الصحافات الاخرى في المنطقة، والتي تتصادف ذكراها مع ذكرى تأسيس حزبنا. .
وفي الختام، نتوجه بالتحية الحارة الى جميع الرفاق واعضاء الحزب في الوطن والمهجر، المتواصلين في مسيرتهم النضالية رغم الصعوبات والتحديات الكثيرة التي يواجهونها.
المجد والخلود لشهداء حزبنا وشعبنا وشهداء الوطن
النصر لقضيتنا القومية المشروعة والعادلة
حزب بيت نهرين الديمقراطي
المكتب السياسي
1 تشرين الثاني 2025 – 6775 أ
اربيل – عنكاوا
عمكاباد عنكاوا.. عمكاباد