الوجهاء الحقيقيون بين الواقع والتزييف في عنكاوا

في الآونة الأخيرة، نسمع من بعض أبناء شعبنا وأحزابنا من يصفون أشخاصاً معيّنين بأنهم “وجهاء عنكاوا”، وذلك بحسب انتماءاتهم ومصالحهم. غير أن الواقع يختلف عمّا يُروَّج له، فليس كل من يسكن المنطقة يُعد وجيهاً، ولا كل من يملك نفوذاً أو قرباً من جهة معينة يستحق هذا اللقب.

الوجهاء الحقيقيون – كما يعرفهم أبناء عنكاوا الأصلاء – هم أولئك الناس الذين عاشوا معاناة المنطقة وتاريخها، وخاصة ما تعرضت له من ظلم وإهمال من بعض الإدارات المقصّرة أو من القرى المجاورة أو حتى من تجاوزات على ممتلكاتها وفرض رسوم مجحفة بحقها، فقط لأنها منطقة تُعتبر من الأقليات.

فالوجاهة ليست منصباً يُمنح، بل مسؤولية تُكتسب. وهؤلاء الوجهاء عليهم أن يكونوا صوت الناس، يطرحون قضاياهم أمام المسؤولين والحاكم المحلي، ويعملون على رفع الغبن عنهم. وهنا تأتي أهمية وجود تنوّع في تركيبة هؤلاء الوجهاء: رجل دين بوصفه المرجعية الروحية، أحد الإداريين المتقاعدين لما لديه من خبرة، معلم متقاعد يعبّر عن الجانب التربوي، فلاح يعرف واقع الأرض، عامل يعيش معاناة الطبقة الكادحة، وعنصر نسائي يعبّر عن دور المرأة ومشاكلها. فكل واحد من هؤلاء يحمل جزءاً من صورة المنطقة الحقيقية.

لكن ما نراه اليوم مؤسف؛ إذ نلاحظ أحياناً أن من يُختار لتمثيل الناس هو شاب غريب عن المنطقة، لا يعرف معاناتها ولا تاريخها، يجمع حوله مجموعة “غريبة الأطوار”، تلتقي فقط لأهداف شخصية أو ولاءات محددة. هدفهم الأول “جيبهم”، لا مصلحة أهل البلدة.

فمن ينجح في النهاية؟

من يعيش بين الناس، يعرف تاريخهم، ويشعر بآلامهم، هو الذي يستحق أن يكون وجيهاً حقيقياً. أما من يسعى وراء المناصب والمصالح الضيقة، فمصيره السقوط أمام وعي أبناء عنكاوا

بقلم صباح پلندر

شاهد أيضاً

الفوز الحقيقي… متى يكون للشعب؟

انتهى التصويت، وانتهت معه مرحلة الانتظار، لكن المفارقة تتكرر كل مرة: كل حزب يعلن فوزه، …