دعم مواقف غبطة البطريرك..تعّزز معركتنا في الحفاظ على مقدساتنا !! (أوشانا نيسان)


” أعبر لكم عن مدى ألمي وألم أخوتي المسيحيين أمام محنتنا، ولأناشد ضمائركم ليعمل كل منكم، أي شيء لتحرير بلدات مسيحيينا التي قطنوا فيها منذ عصور ولاسترجاع أملاكهم وحقوقهم.. ولست بعيدًا عن الواقع، إذ أؤكد لحضراتكم أن للحلّ الجذري أن يأتي منكم، فهو من الداخل وليس من الخارج”، يكتب غبطة البطريرك في رسالته حول مسيحيي سهل نينوى، للمؤتمر الذي نظمه مركزالملك عبد بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الديانات و الثقافات في فيينا بتاريخ 18-19 تشرين الثاني 2014.

الفقرة المنشورة أعلاه مقتبسة من رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الى مركز الحوار بين الديانات والثقافات، أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق على حرس غبطته على وجود ومستقبل المسيحين في سهل نينوى. ويضيف غبطته في الرسالة” إن الصمت لا يليق بكم لان داعش واخرين سيوجهون مزيدا من الضربات التشويهية إلى الإسلام. حرام ان تفسحوا المجال امامهم فيتصّور الناس ان الإسلام مصدر خطر على السلام العالمي. ثقتنا كبيرة بانكم ستتحركون قبل فوات الاوان لئلا يضرب تسونامي جديد المنطقة فلا يبقى ولا يذر”. وفي أخرلقاء لغبطة البطريرك مع فضائية ( كوردستان24) بتاريخ 8 أيار 2023 يؤكد أن:
 ” ريان الكلداني قام بسرقة أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى ويحاول شراء رجال الدين المسيح بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزير.. يقصد وزيرة الهجرة والمهجرين السيدة إيفان فائق يعقوب جابرو.. نحن لن نسمح له بذلك وسنقاضيه، وفي حال لم تستطع الحكومة العراقية فعل أي شيء فسوف نلجأ الى المحافل الدولية”، انتهى الاقتباس.

كثيرا ما نسمع أو نشاهد هذه الايام عن تصاعد حدّة الخلاف بين الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، والامين العام لحركة البابليون/ المسيحية في العاصمة بغداد. رغم أن المواطن العراقي وتحديدا المواطن المسيحي في العراق، يعرف جيدا عن نشاطات غبطة البطريرك ودفاعه المستميت عن سيادة العراق وكرامة المواطن المسيحي في جميع المحافل الوطنيّة والدولية. بينما لا يعرف المواطن العراقي عموما والمواطن العراقي المسيحي تحديدا، الكثيرعن الظهورالمفاجئ وعلى نحو غير متوقع للسيد ريّان سالم صادق الكلداني مواليد 3 أيلول 1989 والامين العام لحركة بابليون وقائد إحدى فصائل الحشد الشعبي سابقاً المسماة كتائب بابليون. الحركة التي أسّسها ريّان في محافظة نينوى وخصوصاً في سهل نينوى سنة 2014 بهدف تحريرنينوى حسب قوله :
” الهدف الرئيسي من تشكيل قواتنا هو تحرير الموصل، لكننا شاركنا في عمليات تحرير مدينة تكريت وعمليات اخرى بينها بيجي في محافظة صلاح الدين”، الجزيرة 9 شباط 2017.

الامر الذي دفع غبطة البطريرك الى التبرؤ عن الدور المشكوك ل “ريان الكلداني” وبروز نجمه الميليشياوي بأسم الكلدانين في بيان خاص تموز عام 2017 معتبرا أنه ” لا يمثل مسيحيي العراق، ولا يمكن له أن يتحدث باسمهم..ورفض البيان بعد مجرد أسبوع من فرض الخزانة الامريكية العقوبات ضد ريّان الكلداني.. رفضه القاطع في تشكيل فصائل مسلحة من أبناء المكون المسيحي في العراق، بل على العكس يؤكد البطريرك أننا نشجع أبناءنا للانخراط في الأجهزة الأمنية الرسمية في الجيش والشرطة الاتحادية، ومن هم في إقليم كردستان العراق في قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق..مشدداً على أن الفصائل المسلحة باسم المسيحية تتعارض مع روحانية الدين المسيحي الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والغفران والسلام”.وفي الختام نهيب بالمعنيّن وأصحاب الشأن من زعماء الكنائس في الشرق، النخبة المثقفة والتيارات السياسية الحزبية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن تكون لهم وقفةٌ جادّةٌ بهدف وقف نهج خلط السياسة في حرم كنائسنا المقدسة. وما نلاحظه اليوم من الاجندات المتعددة للتلاعب بالاوزان الديموغرافية، خيردليل على المخاطر المحدقة والتهديدات المتعاظمة في سهل نينوى بسبب أستفحال خطر الميليشيات التي تعمل وفق أجندات أجنبية. حول ذلك  يقول محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي لموقع الرصيف22 بتاريخ 29 سبتمبر 2019  ” إن الشبك اعتمدوا على إيران وشكلوا فوج حماية تابع لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وبعض المسيحيين شكلوا أيضاً قوة مسلحة تابعة للحشد الشعبي بقيادة ريان الكلداني رغم رفض المسيحيين لها”.

هذا من جهة ومن الجهة الثانية، ورغم أننا لسنا في محل المقارنة بين الانجازات التاريخية التي حققها غبطة البطريرك منذ أنتخابه على رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم شباط 2013، وبين تطاول منتقدي البطريرك على الانجازات التاريخية التي حققها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ ظهور حركتهم الميليشياوية في سهل نينوى سنة 2014.
حيث يعرف المتابع، أنه في فبراير 2015 أي بعد مجرد عامين من انتخاب غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول بطريركا، تم تعيّنه من قبل الحبرالاعظم البابا فرنسيس مستشارًا في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان . وفي 21/سبتمبر من العام 2021 ، عيّن البابا البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو، عضواً في مجمع التربية الكاثوليكية الفاتيكانية.
هذه الادوار التي نجحت في تحقيق رغبة الفاتيكان وحبرها الاعظم البابا فرنسيس في زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي أبراهيم للمرة الأولى في التاريخ، ليحج اليها ضمن زيارته الى بلاد الرافدين ما بين 5 و8 أذار 2021. هذا وبالاضافة الى الزيارات المتعددة لغبطة البطريرك الى السلطات العراقية بهدف حماية المكون المسيحي في العراق وأخرها زيارته الى وزارة الدفاع بتاريخ 12/3/2023 حيث شدد على:  “دور الحكومة المركزية في ضرورة الدفاع عن حقوقهم، وإرساء قواعد الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية ومنع التجاوزات عليهم من قبل أية جهة كانت خاصة ما يساهم في عملية التغيير الديموغرافي”.
أما بقدرما يتعلق الامر بمنتقدي غبطة البطريرك ومعارضيه وعلى راسهم حركة البابليون خلال نفس العقد من الزمن، فأن الحركة فشلت في العام الاول من تأسيسها في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات النيابية في بغداد لعام 2014. وفي الانتخابات الثانية عام 2018 حصلت الحركة على ممقعدين من أصل 329 مقعدا في البرلمان العراقي. أما في الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في 10 أكتوبر عام 2021، فأن حركة البابليون اكتسحت الكوتا المخصصة لابناء شعبنا وحصلت على 4 مقاعد من أصل 5 مقاعد مخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذا التطور السياسي المفاجئ الذي جاء على حساب النضال السياسي لجميع الآحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا تلك التي أمتدت على ما يقارب من نصف قرن متواصل

شاهد أيضاً

لا زلت أعيش ذكريات طفولتي (صباح بلندر)

اقترب اليوم عمري من سن الشيخوخة وأنا دائم التفكير كيف قضيت سنوات من عمري بدءاً …