انفراج أزمة مدارس الكنائس في الجزيرة السوريّة

عمكاباد – آسي مينا/

بقلم: سهيل لاوند

بعد أشهر من التوتر والتصعيد بين الكنائس في الجزيرة السورية و«الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا»، أعلن رؤساء الطوائف المسيحية في المنطقة التوصل إلى اتفاق يقضي باستمرار مدارس الكنائس في تدريس منهاج وزارة التربية السورية للعام الدراسي الحالي 2025–2026، وعودة الدوام الرسمي ابتداءً من اليوم.

جاء هذا التطور بعد سلسلة لقاءات ومشاورات مكثفة بين ممثلي الكنائس السبع (ثلاث منها كاثوليكية) وهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية، وسط أجواء من الحذر والانتظار في أوساط الأهالي والطلاب الذين عانوا خلال السنوات الماضية اضطراب العملية التعليمية وعدم وضوح المرجعية التربوية.

اتّفاق طال انتظاره

في بيان صادر عن رؤساء الطوائف المسيحية في الجزيرة والفرات، عبّر الموقعون عن امتنانهم «لجهود جميع الأطراف التي أسهمت في الوصول إلى هذا التوافق»، مثمّنين «تفهُّم الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، حساسية الوضع وخصوصية المؤسسات التعليمية التابعة للكنائس».

وأشار البيان إلى أنّ المدارس الكنسية كانت، عبر قرن من الزمن، «منارات للعلم والمعرفة» واحتضنت طلابًا من مختلف الأديان والطوائف بلا تمييز، مؤكّدًا التزام الكنائس مواصلة رسالتها التعليمية والوطنية في إطار وحدة سوريا واحترام حقوق جميع مكوناتها.

ووصف البيان التفاهم الأخير بأنّه «خطوة إيجابية تعزِّز الثقة بين مختلف مكونات المنطقة وتسهم في تحقيق التوافق والتكامل في ما بينها».

خلفيّة الأزمة

يبدو أنّ الاتفاق الجديد جاء ليضع حدًّا موقتًا للأزمة ويعيد الطمأنينة إلى آلاف المسيحيين والمسلمين ممّن رأوا في مدارس الكنائس نموذجًا للتعليم المنفتح والجيد. وكانت أزمة المدارس المسيحية في الجزيرة السورية بدأت عام 2017، حين سعت الإدارة الذاتية إلى فرض مناهجها التعليمية الخاصة عليها، في حين أصرت المدارس على تدريس منهاج الدولة السورية. وتفاقم الخلاف أخيرًا، ما أدى إلى إغلاق 22 مدرسة مسيحية في مدن القامشلي والحسكة والمالكية والدرباسية والقحطانية، وسط تحذيرات كنسية من «استهداف دور الكنيسة التاريخي في التعليم».