‎لمن يستمع لنداء بلدتي

‎اسماء عديدة زحفت الى بلدتي عنكاوا العريقة ومسحوا تاريخها الموغل جذورها في القدم ولن نغالي إن قلنا بأن تاريخها يرجع إلى ما قبل نشوء الكتابة عندما عثرت الهيئات التنقيبية في تل قصرا وخربة عنكاوا وروما د قطما وغيرها على آثار يعود زمنها إلى حضارة فترة العبيد (5300- 4000) ق. م وفترة ظهور الكتابة والمسماة بعصر الوركاء (٣٥٠٠) ق .م ‎كما هو معلوم لدى العامة من المجتمع العراقي بأن عنكاوا بلدة مسيحية مسالمة أكثرية ساكنيها من الكلدان الكاثوليك ويقدر عدد سكانها بأكثر من 40.000 نسمة تقع في الشمال الغربي لمدينة اربيل من آثارها المشهورة تل قصرا الواقع مقابل كنيسة ماركوركيس،كما كان لها آثار قديمة أخرى مثل رومت قطمه (تل الرماد) ومزار مار ايليا ومزارمار يوسف ومزار مريم العذراء (الأخيرة عبارة عن قبتين موجودة داخل أراضي مطار أربيل)، كذلك مزار مارت شمونى وخوپرتا(كانت حفرة كبيرة تستوعب سيول من مياه الامطار القادمة الى عنكاوا والآن أصبحت متنزه بإسم متنزه عنكاوا) وكنيسة مار كوركيس ومارعودا (واليوم توجد بهذا الاسم جمعية مار عودا للفلاحين) ومار سنيقاوغرغراوا (كان تتألف من سبع أبار مفتوحة واحدة على الأخرى ولكن بفعل فاعل تم تهديمها) واورخت(طريق)موصل وارخت بحركه وارخت كزنا وزرگى(تلول صغيرة) ودنگت بله (دنكة باللغة الكوردية هاوجار) وهو عبارة عن بناء دائري محكم قطره بحدود مترين وارتفاعه بحدود(80سم) فوقه موضوع حجر كبير بشكل عمودي قطره لا يقل الا قليلا عن القاعدة في مركزه ثقب مخصص لدخول خشبة اسطوانية الشكل طولها ما يقارب 3 أمتار يربط طرفها الآخر على رقبة حصان الذي بدوره يدور ويدار معه الحجر الكبير بغية نزع قشر الحنطة المسلوقة بعد تبليلها بالماء وتنقى لتكون جاهزة لطاحونة المرحوم العم منصور حندل لعمل أصناف مختلفة من البرغل وتستعمل للأكل لاحقاً) وكان منه في عنكاوا إثنان أحدهما للمرحوم العم بله والآخر للمرحوم العم سولاقا كرّه …ولدى عنكاوا شهداء من الجيش أيام الدكتاتورية ومما تجدر الاشارة اليه أعطت عنكاوا ومن الأحزاب شوعي واتحاد الوطني و بارتي شهداءً كثيرون دفاعاً عن الوطن من جهة وعن حقوق الكورد فسجن نقره سلمان وأمن العامة وأمن أربيل وضربه عقيد خليل كيف كان يربط شبابها معا ويلقون حتفهم نتجة تعذيب هذه شهادة لشعب عنكاوا ومن جهة ثانية وكأي قرية فلاحية كان لدى الكثير من العوائل كركله(جنجر) كما كانت اكثرية العوائل تملك كروسته(حجرين يوضع أحدهما على الاخر لطحن الحبوب كالعدس مثلا)… . ‎ابناء مجتمع عنكاوا في أكثريته ولغاية ستينات القرن الماضي كانوا من الفلاحين البسطاء وبفعل الاتجاه الوظيفي لساكنيها من جهة وقربها من مركز محافظة أربيل من جهة انية دخلتها المدنية بسرعة وتطورت المدينة وخاصة بفضل المعلمين الذين ما فتئوا من التواصل مع أبناء جلدتهم ووصل نسبة المتعلمين فيها إلى أكثر من 98% في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، كما كانت في عنكاوا محلات منها درگه(لازال الاسم كتراث يطلق على المحلة نفسها) ومحلة نباتي وپلندر وكولانت (زقاق)عجمايا واليوم تلاشت الكثير من تلك الأسماء التي كانت سائدة منذ ايام السلف الصالح وظهرت أسماء جديدة لمحلات جديدة منها 128 و 147 وكأنها اسماء لثكنات عسكرية…وهكذا بدلاً من ان تسجل باسماء اناس طبين خدموا عنكاوا إن كانوا من المربين القدامى او من رجال الدين أومن اسماء العشائر لكن للأسف ظهرت أسماء أخرى غريبة كـ جووت سايد (شارع السايدين) ومساطحات وما شابه كلها اسماء دخلت عليها لتمسح تاريخ هذه البقعة الجميله بماضيها ورجالها الطيبين الذين رحلوا بعد أن علّمونا المحبة والتسامح والسلام… ، وبالرغم من وجود منظمات مجتمع مدني باسماء عديدة ومختلفة الاختصاصات ولكن للأسف لم نجد بين هذه المنظمات اي تعاون من آجل الحفاظ على تاريخ وتراث هذه البقعه الذهبية بسبب استغلالهم من قبل الممولين فكلما سالنا احدا منهم عما يجرى حولنا فلا من مجيب وإن كانت عشرات القرى من المحيطة بها كانت تتبعها لغاية 2003 نراها اليوم قابعة ضمن حدود البلدية وكأنها محمية من محميات الأمم المتحدة ولو دخلنا في العمق وجل إحترامي لجميع الموظفين الذين يعملون إداريا فيها ومن يديرونها هناك فقط السادة القائمقام ومدير دائرة الماء ورئيس البلديه ومدير ضريبة العقار ومديرة البنك من اهل المنطقة ، اما السادة مديروا الاسايش والنفوس والطابو والكهرباء والشرطة ونقطة المرور هم من الاخوة الكورد لهم كل الاحترام والتقدير بدلا من ان يكون من اهل البلدة ومن نفس المكون فاين الجواب … ولو ذهبنا الى اربيل لا نجد مطعماً(باستناء مطعم واحد شعبي فقط لـ حكمت عنكاوي) او فندق أو محل أقمشة أو محل كهربائيات يدير من قبل المسيحيين بينما سابقا كان لدينا باتا ومحل بيع الاقمشة للمرحوم العم بويا قاقوز اوغنا ومحل بيع ادوات منزلية كالثلاجه والطباخ للمرحوم العم لازار عظمت… كما كانت اكثريه المحاصيل الزراعية كالحنطة والشعير والعدس تباع في اربيل واليوم اربيل محتفظة بتاريخها منها اسكان ،سيطاقان، سيداوه ،طيراوه ….الخ واما بلدتي فقدت كل شىء والكل ساكت ممن له دور إن كان في البرلمان أوالحكومة وكذلك السكوت لحق بالمقرات الحزبية كبيت نهرين وزوعا والكلدان والبارتى والاتحاد الوطني والشيوعي ومجلس الشعبي والكل عن الحق ساكتون …، وعنكاوا اليوم ليست عنكاوا الأمس القريب فتجد من يسكن فيها من مختلف المناطق ففيها من سهل نينوى ببلداته المختلفة الى ارموطا وشقلاوه وهاوديان وجبور والكورد والعرب من السنه والشيعة خليط تام واصبحت بحق بلدة الفسيفساء ورغم هذا التنوع فتجد الوعي عند الكيرين قليل ويتجلى قلة الوعي هذا عندما ترى حدائقها العامة شبه مهملة وأرصفة الشوارع في أكثريتها ليست نظامية والمولدات الكهربائية الخاصة على الارصفة كما ترى سيارات واقفة على الرصيف ايضاً أو في صف ثان أو تقف بعكس الاتجاه ووقوف اصحاب التاكسيات اينما أرادوا دون التقيد بنظام المرور وسيارات مرور تتجول وتنادي لا احد يسمع واما عن المحلات والدكاكين فحدث ولا حرج هناك أغراض قد أخذت من الرصيف الكثير او اشارات موضوعة امام المحل كان الشارع أو الرصيف مؤجر لصاحب المحل مما يجعل الازدحام ظاهرة واما الشارع العام الموازي للقنصلية الامريكية ينطبق عليه المثل العامي (هم نزل هم يدبك) هذه هى حقوق المكون المسيحي يا مثقفنا العزيز فمن يسمع صوتنا ليعمل مشكوراً من أجل عنكاوا العزيزة . ‎ بقلم صباح پلندر

شاهد أيضاً

رسالة مفتوحة الى السيد مسرور البارزاني رئيس وزراء الاقليم، انقذوا سمعة حزبكم في عنكاوا

نشرت صفحة يدا بيد من اجل عنكاوا خبرا تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول تحويل ارض …