ازدواجية التعامل السياسي (لؤي فرنسيس)

بحسب المفهوم العام فان الازدواجية هي تعامل شخص بطريقة مختلفة او مغايرة عن شخص اخر في نفس الموقف  لكنها في المفهوم السياسي تعتبر نفاق سياسي يلجأ اليه سياسيو الصدفة من الذين يعملون من اجل الانتفاع الشخصي والفئوي…. فالازدواجية السياسية هي ظاهرة سلوكية يتبناها الوصوليون السياسيون المنتفعون من خلال استغلال السياسة لتحقيق مآرب شخصية او كسب شهرة وتأييد انتخابي مثلما يحصل مع بعض سياسيو بغداد الذين يعلنون محبتهم للعراق وجماهيره وفي الخفاء ولائهم لجهات خارجية مثل ايران وتركيا ويبرمون معهم صفقات لاتخدم العراق بل هي بالضد من المصلحة العامة للبلد واخرون يعلنون محبتهم وتاييدهم لكوردستان والشعب الكوردستاني ويعملون في الخفاء على قطع الميزانية والرواتب عنهم ويحاربون الشعب الكوردستاني بجميع الوسائل المتاحة لهم . 

 ومن هنا نجد بان بعض رجال السياسة  في العراق خصوصا من الذين يخلطون الدين بالسياسة ازدواجيون وهم اساس النفاق السياسي والفساد في العراق, ففي عقيدتهم التي يعملون عليها بالخفاء هم اعداء الحرية والديمقراطية والتعددية والاعتراف بالاخر لكنهم بالعلن ينادون بتلك المفاهيم وكيفوا خططهم لصياغة اسوأ انواع الديمقراطية حتى تبين للعراقيين بان دكتاتورية النظام السابق اكثر امانا وافضل من ديمقراطيتهم فحكمهم في الدستور انتقائي يختارون منه مايخدم مصالحهم الشخصية والفئوية ويضر الشعب، واجتماعيا يبرزون المذهب والطائفة ويقدسونها بالضد من المواطنة، واقتصاديا يسرقون اموال الشعب تحت غطاء خدمة الشعب مغلف بالغطاء الديني المذهبي ، لذلك من البديهي أن ما يجري من تفاقم للأزمات في العراق سببه الازدواجية السياسية التي يتبعها بعض السياسيين ، والتي هي بمثابة غطاء يغطي افعالهم الشنيعة ،فلو انكشف غطائهم فإنهم سيكونون موضع فضيحة كبيرة أمام العراقيين .

ومن خلال تلك الازدواجية في العمل يتبين بان الكثير من سياسيي بغداد يتعاملون مع اقليم كوردستان على اساس مزدوج سياسيا اي بطريقة النفاق السياسي وهم يرون بانهم يجب ان يكونوا دوما اعلى من الإقليم ولا يمكنهم تقبل وجود شراكة حقيقية دستورية قانونية، لأنهم تعوّدوا على الإنفراد بالحكم والقرار، فان استمرت هذه السياسة على هذا النحو، تأكدوا بان العراق لن يخلو من الازمات ولن يكون بعيدا عن المشاكل. فهل سيعي اولائك الازدواجيون المنافقون بانهم على خطأ وان بناء الدولة لايمكن ان يكون بهذا الشكل وانهم مهما اكثروا من نفاقهم يأتي يوما وستنكشف الاعيبهم وازدواجيتهم وان كوردستان ستبقى شامخة الى ابد الدهور .

شاهد أيضاً

إقليم كوردستان وإرتداد الفكر الفدرالي في العراق (د. سامان سوراني)

من المعلوم بأن الممارسات الفكرية تتغير مع الوسائط الجديدة، فلكل عصر تقنية و لكل تقنية …