“الشيخ” لا يريدنا مسيحيين بل مسلمين!

بقلم: الخورأسقف بولس ساتي للفادي الأقدس

النطام البرلماني أو مجلس الشيوخ أو مجلس الشورى، ليس وليد الحضارة اليونانية القديمة أو الحضارة الرومانية أو باقي الحضارات وممالك الشرق والغرب على مدار الأربعة آلاف سنة الماضية.

وقد لايعرف الكثيرين بأن أول نظام سياسي وإجتماعي وُجِدَ في أوروك قبل 6000 سنة، هذه المدينة التي أرست ركائزها في العهد السومري وحكمها جلجامش، الملك العظيم وبطل الملحمة الشهيرة المسمات بإسمه.

في هذا النظام كان الكهنة والنبلاء من يمثل طبقات الشعب وكانوا يعملون لصالح الرخاء والإستقرار في بلدانهم منطلقين من النسيج السياسي والديني الذي يوحد المجتمع ويضمن رخائه.

لذلك كانت العلاقة بين السامي الإحترام والوقار dignified وصاحب الكفائة efficient تمثل الضامن والرابط لأي نسيج سياسي وإجتماعي. هذه العلاقة مستمرة في غالبية البلدان لغاية اليوم، لكن بتفاوت وبحسب النظام الديمقراطي المبني على أساس إحترام حقوق الفرد بحرية العقيدة والمساوات القانونية أمام الدولة.

أما في بلد مثل العراق المتعدد القوميات والأعراف والأديان والذي يغيب فيه الأمان المجتمعي وحرية العقيدة. ولغياب تفعيل أبسط الركائز الديمقراطية المثبتة بالدستور والتي تظمن الحق والمساواة للجميع،

تُضطَرُ المؤسسة الدينية والمفترض من يمثلها في أركان الدولة للدفاع عن حقوق أبنائها.

من يفترض ويدعي أنه يمثل المسيحيين الآن من “الشيوخ” لايمثل المسيحيين لا من قريب ولا من بعيد! فبسبب أعمالهم المشبوهة التي أفقدتهم الكفائة:

1 هُمِشَ السامي الإحترام وأبعد

2 نهبت وأحرقت الممتلكات

3 أنتهكت الأعراض

وما خفيَ كان أعظم!

والأخطر والألعن من هذا كله:

إنعدام الأمانة بالحفاظ على هوية المسيحيين الدينية والإثنية!

لذلك فشلوا فشلاً ذريعاً بتمثيل المسيحيين

فبشهادة ضحايا قوانين وأعراف فرضت عل أطفالهم وأجبروا على إعتناق الإسلام، قامت سيدة بطلب المساعدة منهم، لنصرتها على هذه الظلم!

ماذا كانت النتيجة؟

 لم يقم “الشيخ” ولا عشيرته من “الشيوخ” ولا “وزيرته” بمساعدة من لجأت إليهم ليدعموها ضد هذا الظلم ويساعدوها بإنقاذ أطفالها الذين لاذنب لهم ولاقوة!

إذن لماذا هذا التخاذل ؟

أين هم من الإدعاء بتمثيل وحماية المسيحيين؟

أين هم من رفع الصليب وصور يسوع والعذراء في المواكب الشيعية؟

أين هم من إحترام القانون؟

وأسئلة كثيرة يطرحها الشارع العراقي المسيحي والمسلم على السواء

فمن يكيل الإتهامات من دون أن يكون له أساس ومسوغ قانوني. ويفرض سلطته وقانونه مهدداً بسلاحه، فلايستحق أن يرفع شعار حماية المسيحيين وحقوقهم وتمثيلهم!

لو كان الأمر متروكٌ لهم لجعلونا تحت ولاية الفقيه قلباً وقالباً!

لكن لنا رب غلب الشر والشرير وسنرى من سينتصر في النهاية الحق أم الباطل!

شاهد أيضاً

رسالة مفتوحة الى السيد مسرور البارزاني رئيس وزراء الاقليم، انقذوا سمعة حزبكم في عنكاوا

نشرت صفحة يدا بيد من اجل عنكاوا خبرا تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول تحويل ارض …